استراتيجيات الاستثمار: كيف تحدد الفرص الرابحة؟

استراتيجيات الاستثمار: كيف تحدد الفرص الرابحة؟

اختيار الاستثمار المثالي

لقد أصبح من الملاحظ أن العديد من الأفراد يتجهون نحو توجيه استثماراتهم بناءً على تأثير مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي. فغالبًا ما تُعرض مقاطع فيديو تظهر الأرباح المزعومة من استثمارات معينة مثل الدروب شيبنغ أو البيتكوين. 

ولكن في الواقع، قد لا يكون هذا الشخص قد حقق شيئًا يُذكر سوى الحصول على عدد مشاهدات مرتفع لمقاطع الفيديو التي ينشرها. غالبًا، لم يكن هذا الشخص مطلعًا على هذا النوع من الاستثمارات حتى أصبحت معروفة وبدأت أسعار الدخول فيها ترتفع، وفاتت الفرصة الحقيقية للاستفادة منها. الآن، يأتي دور الغالبية التي لا تملك ثقافة مالية كافية للسعي خلف ما تبقى من هذه الفرص، مما قد يؤدي إلى تحقيق خسائر بدلاً من الأرباح.

سوق الأسهم العالمية قبل 2008

شهد سوق الأسهم نموًا ملحوظًا على الصعيد العالمي قبل العام 2008، حيث تناقل المروجون أن الاستثمار في الأسهم يجعل الجميع أثرياء بسهولة ودون الحاجة إلى خبرة مسبقة، مما دفع الجماهير للتوجه نحو الأسواق المالية وبدء التداول بنشاط. ومع حلول عام 2008، جاءت المفاجأة الصادمة بانهيار هذه الأسواق، وكما جرت العادة، ظهر أشخاص يدعون أنهم محللون يوصون بالبيع بناءً على ما حدث فعلًا من انهيار وليس استنادًا إلى تحليل فعلي. 

في المقابل، نصحت أقلية من المحللين والمستثمرين الحقيقيين بعدم البيع، معتبرين الانهيار مؤقتًا، وأشاروا إلى أن الأسعار كانت أقل من قيمتها الحقيقية وأن هذه الظروف تشكل فرصة ذهبية لأي مستثمر محترف. 

رغم ذلك، قررت الأغلبية البيع والاكتفاء بالخسائر التي تكبدوها، في حين عززت الأقلية استثماراتها. وبعد فترة ليست بالطويلة، استعادت الأسواق قوتها وشهدت ارتفاعات سابقة عليها، محققة أرباحًا كبيرة للمستثمرين المحترفين.

 سوق الأسهم العالمية قبل 2008

البيتكوين والعملات الرقمية: تاريخ يعيد نفسه

كرر التاريخ نفسه مع البيتكوين، حيث لم يبدأ من يدعون خبرتهم في الحديث عنه إلا بعد ارتفاع سعره من بضع سنتات إلى عشرات الآلاف من الدولارات. ومن ثم، بدأوا بإخبار الناس بأن الثراء لن يأتي إلا من خلال شراء البيتكوين، مستعرضين كيف كان بالإمكان أن تحول مبلغًا ضئيلًا مثل 100 دولار إلى ثروة كبيرة في غضون سنوات قليلة، ما دفع الجماهير للهرولة نحو شراء البيتكوين.

لكنهم لم يُشيروا إلى أن فرصة كهذه قد لا تتكرر، وعلى العكس، شهد البيتكوين انهيارًا دراماتيكيًا حيث تراجع سعره من حوالي 68 ألف دولار في عام 2021 إلى حوالي 16 ألف دولار في عام 2023. وكما هو معتاد، أخطأ المحللون في نصائحهم، حيث نصحوا بالبيع عند انهيار سعر البيتكوين، وعندما عاد سعره للارتفاع إلى 70 ألف دولار في عام 2024، سارعوا بتوجيه الناس للشراء مجددًا وعدم تفويت الفرصة.

البيتكوين والعملات الرقمية: تاريخ يعيد نفسه

استخلاص العبر

الدرس الذي يجب استخلاصه هنا هو أن اتخاذ القرارات الاستثمارية بناءً على نصائح أشخاص غير مؤهلين قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها؛ فهؤلاء قد يحثونك على الشراء عندما يكون الجميع يقوم بالشراء، بدل من أن يخبروك بأنه أفضل وقت للبيع وتثبيت الأرباح قبل انعكاس اتجاه السوق.

المفتاح هو في التثقيف المالي الذاتي وتعلم أساسيات كيفية عمل الاستثمارات. من الضروري متابعة الأشخاص الأكفاء الذين حققوا إنجازات تستحق الاحترام والتمعن في تصريحاتهم السابقة لتقييم مدى قدرتهم على التنبؤ بالفرص قبل وقوعها، وليس فقط بعد أن تصبح محط الأنظار والضجة الإعلامية.

الفرصة بالعقارات!

باعتباري خبيرًا في العقارات الدولية منذ عام 2016، أستطيع أن أؤكد أن أسواق العقارات تتبع نفس المبادئ الأساسية كالأسهم والعملات الرقمية من حيث التقلب، ولكن بدرجات تقلب أقل بكثير. الانخراط في أسواق عقارية حيث قام الجميع بالشراء بالفعل وهم الآن في قمة سعادتهم بسبب الأرباح التي حققوها، قد يعني احتمالًا كبيرًا للخسارة بالنسبة لك، أو على الأقل، عدم تحقيق الأرباح المستحقة لرأس المال المستثمر. وذلك لأن الأرباح التي حققها المستثمرون قبلك تعني أن الأسعار قد ارتفعت بالفعل والسوق قد يكون قريبًا من مرحلة الانعكاس.

في هذا السياق، أنصح بالتوجه نحو الأسواق التي تمتلك مقومات حقيقية للنمو لكنها تعاني من تحديات مؤقتة. مثال جيد على ذلك هو سوق العقارات في تركيا، الذي يتمتع بقوة شرائية مدعومة بعدد سكان يقارب 90 مليون نسمة، اقتصاد قوي، بنية تحتية متطورة، وعدة عوامل أخرى تدعم إمكاناته للنمو. على الرغم من ذلك، يعاني هذا السوق حاليًا من مشاكل مثل ارتفاع أسعار الفائدة نتيجة للزلزال المدمر الذي أثر على عشر ولايات تركية وأثقل كاهل خزينة الدولة بتكاليف إعادة الإعمار الهائلة. من المتوقع أن يتعافى هذا السوق خلال فترة تتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات، وسيحقق أرباحًا كبيرة للمستثمرين الذين يبحثون عن الفرص الحقيقية.

كما ترى، فإن اختيار الاستثمارات يتطلب فهمًا عميقًا لآليات السوق وتجنب التأثر بالموجات العامة والمعلومات غير الدقيقة. وبما أن العقارات تعد استثمارات طويلة الأمد، فإن التخطيط السليم والاختيار الحكيم يمكن أن يؤدي إلى نتائج مالية إيجابية ومستدامة.

الفرصة بالعقارات!

مقالات ذات صلة

انتعاش سوق العقارات في الإمارات خلال النصف الأول من عام 2024

انتعاش سوق العقارات في الإمارات خلال النصف الأول من عام 2024

شهد قطاع العقارات في الإمارات نمواً ملحوظاً خلال النصف الأول من عام 2024، مدفوعاً بالاستقرار الاقتصادي في البلاد وارتفاع عدد المشاريع الجديدة التي تلبي الطلب المتزايد.

وفقاً لما أوردته وكالة أنباء الإمارات، أطلقت شركات العقارات الرائدة العديد من المشاريع الكبرى منذ بداية العام، مما وفر مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية.

كانت دبي في طليعة هذا النمو، حيث شهدت إطلاق أكثر من 12 مشروعاً جديداً من قبل شركات كبيرة مثل إعمار وديار ودبي للاستثمار. تضمنت هذه المشاريع توسعات بارزة، مثل تمديد دبي مول.

تمكنت الإمارة من إكمال حوالي 6,600 وحدة سكنية جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوحدات إلى 736,000 وحدة، مع توقع إضافة 20,000 وحدة أخرى خلال النصف الثاني من عام 2024.

وبحسب دائرة الأراضي والأملاك في دبي، جذب القطاع حوالي 50,000 مستثمر جديد، مما أدى إلى معاملات عقارية بقيمة 346 مليار درهم إماراتي (حوالي 94.2 مليار دولار)، بزيادة بنسبة 23% على أساس سنوي عبر 100,520 معاملة.

التحولات الاقتصادية في تركيا بحسب الخبير الأمريكي جيم روجرز: فرص استثمارية واعدة في العقارات

التحولات الاقتصادية في تركيا بحسب الخبير الأمريكي جيم روجرز: فرص استثمارية واعدة في العقارات

مع التحولات الجديدة في السياسة الاقتصادية التركية، أشار المستثمر الأمريكي وخبير الاقتصاد جيم روجرز إلى أن تركيا أصبحت نقطة جذب للاستثمارات الأجنبية. هذه الاستثمارات لا تقتصر فقط على القطاعات التجارية والصناعية، بل تمتد أيضاً إلى سوق العقارات، حيث يعزز تحسن مناخ الاستثمار من جاذبية الأصول العقارية في البلاد.

إلغاء مشروع يني شهير في إطار مشروع قناة إسطنبول

إلغاء مشروع يني شهير في إطار مشروع قناة إسطنبول

أصدرت المحكمة الإدارية الحادية عشر في إسطنبول قرارًا بإلغاء مشروع يني شهير، الذي يعتبر جزءًا من مشروع قناة إسطنبول الضخم. جاء هذا القرار استجابة للاعتراض الذي تقدمت به بلدية إسطنبول الكبرى، مشيرة إلى أن المشروع لا يلبي المعايير والمواصفات المطلوبة.

التعليقات (0)

تحتاج إلى تسجيل الدخول لإضافة تعليق